أمنا العظيمة خديجة بنت خويلد

سأكتب عن أعظم و أروع قصة حب في الدنيا كلها .. سأكتب و أنا أعرف أني لن أوفي هذه العظيمة الرائعة حقها.
كانت ذات حسب ونسب وشرف بين قومها واشتهرت  بالطاهرة ..وكانت ثرية تستخدم الرِجال في تجارتها بين الشام و اليمن ..سمعت رضي الله عنها ذات يوم عن محمد بن عبدالله عليه الصلاة و السلام عن أمانته و عن خلقه الكريم وكان حينئذ يشتغل بتجارة عمه ابو طالب فأرسلت له مولاها ميسرة لكي يذهب بقافلتها إلى الشام فوافق النبي عليه الصلاة و السلام و ذهب بتجارتها إلى الشام ورجعت القافلة محققةً أرباحاً خيالية .فحدثها ميسرة ما كان من أخلاق وأمانة و كرامات محمد الصادق الأمين . فوقع حب محمد عليه الصلاة والسلام في قلب خديجة.
خديجة التي كانت متزوجة قبل الرسول عليه الصلاة والسلام برجلين وعمرها تجاوز الاربعين.. تحدثت
عما في نفسها لصديقتها نفيسة حدثتها عن خلقه ونبله  عليه الصلاة و السلام .. فأشارت عليها الصديقة الصدوقة بالزواج منه و أصابت مافي قلبها فكانت نفيسة خير وسيط لذلك حيث ذهبت إلى محمد عليه الصلاة و السلام تعرض عليه بذكاء الزواج من خديجة …فما كان من الرسول إلا ان وافق ….كيف لا وهي خديجة!!
لم يحل عمرها الذي تجاوز الأربعين ولا كونها ارملة عن رجلين ولا كون الرسول شابا ذا 25 عاما …على ان يتم هذا الزواج المبارك …لقد اقتضت الحكمة الالهية ذلك ..حتى نتدبر ونتفكر .
تزوجها عليه الصلاة والسلام فكانت نعم المربية الفاضلة لعلي بن ابي طالب و زيد بن الحارثة و بناتها الأربع زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة و عندما أتى الوحي لنبينا الكريم في غار حراء .. و رجع يرجف فؤاده .. لم يذهب إلا لخديجة «وعندما رآها قال : زملوني زملوني .. فزملته ثم اخبرها بالخبر لم يخبر إلا خديجة»
قال : «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ وبعد أن هدأت من روعه أخذته إلى أبن عمها ورقة ابن نوفل و كان رجلاً تنصّر في الجاهلية و صاحب علم فقالت لورقة : اسمع من ابن أخيك و بعد أن سمع قال ورقة بن نوفل : : «أبشر ثم أبشر، ثم أبشر، فإنى أشهد أنك الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد، فأنا أشهد أنك أنت أحمد، وأنا أشهد أنك محمد، وأنا أشهد أنك رسول الله- فكانت بمواقفها هذي نعم الزوجة
لزوجها لم يذكر التاريخ الإنساني على مراحله الكثيرة والمختلفة امرأة فاضلة اوفت لزوجها وأدت واجباتها تجاهه مثل خديجة رضي الله عنها ، فقد بذلت المال والجهد والحنان والحب والمشورة الصادقة الصائبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على مدى حياتها واخلصت في مواقفها معه أثناء تبليغ رسالة ربه حتى توفاها الله تعالى وهو راض عنها ، فرضي الله عنها وأرضاها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام ، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب « القصب : اللؤلؤ المجوف و الصخب: الاصوات المختلطة و النصب : التعب» .
عاش معها النبي عليه الصلاة و السلام 25 عاماً و لم يتزوج عليها لأنها خديجة رضي الله عنها !وعندما توفيت رضي الله عنها سُمي العام بعام الحزن!
بعد فتح مكة جاءت عجوز الى الرسول عليه الصلاة و السلام فأخذ يتحدث معها باهتمام و توقير لمدة ساعة و الكل يريد أن يعرف من هي هذه العجوز! فقال الرسول عليه الصلاة والسلام هذه امراة كانت تأتينا أيام خديجة .. و كنا نتحدث عن أيام خديجة !!
قال النبي عليه الصلاة و السلام لعائشة رضي الله عنها وهي التي ما غارت من أحد كما غارت من خديجة وهي ميتة : «لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس ، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء «..
رضي الله عن سيدة نساء العالمين أمنا خديجة بنت خويلد .. و الصلاة و السلام على هادي المرسلين و إمام المتقين سيدنا محمد بن عبدالله.

شاهد أيضاً

وكيح

وكيح يهود صهاينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.