«البدري» وعمود الإنارة

في أيام الطفولة الجميلة وفي قرية الشعيبة في ستينيات القرن الماضي ،أيام البساطة بما تعنيها البساطة من معنى ، كنّا نتسلى بلعب كرة القدم بالساحة أمام بعض البقالات ومخبز الفريج وذلك من خلال وضع بعض الحجر على بعد مترين من عمود الإنارة لكي نحدد مرمى يتم من خلاله تناوبنا على ضربات الجزاء في تحد ومنافسة طفولية بريئة وذلك بعد أن قمنا بكتابة وأداء واجباتنا المدرسية وقبل أن يحل الظلام.
وقبل صلاة المغرب يأتي العم «البدري» وهو رجل كبير بالسن حديث الحصول على رخصة القيادة بسيارته «الوانيت» ذات الحجم الكبير لشراء بعض أقراص الخبز من المخبز فيركن سيارته بالقرب من عمود الإنارة!وبعد أن يشتري الخبز يركب سيارته وبدون قصد يرجع ويصدم عمود الإنارة وتنقطع الكهرباء عن البقالات وعدد من البيوت المجاورة!! فيتم الاتصال بطوارئ المنطقة لتأتي في غضون 5 دقائق وتعيد التيار الكهربائي!خدمة متميزة مع عدم توافر الطرق المعبدة والمرصوفة!!
وبعد أسبوع يأتي العم «البدري» ويقف في نفس المكان ورغم تنبيهنا له بعدم تكرار ما فعله بالأسبوع الماضي، فينظر لنا بعين فيها غرور وتغطرس بقدرته ومهارته بالقيادة !! وبعد أن يشتري الخبز يعود لسيارته يكرر الاصطدام بعمود الإنارة مرة أخرى تأتي فرقة الطوارئ لتصلح ما أفسده «البدري»!! ويستمر مسلسل صدم عمود الإنارة من قبل العم «البدري» وحضور طوارئ الكهرباء لإعادة التيار!!
لا أدري لماذا تذكرت هذه المواقف والذكريات الجميلة في قرية الشعيبة عن العم «البدري» وعلاقة ما يحدث بإدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية، فكم يا ترى من « بدري» في وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟!
ودمتم سالمين

شاهد أيضاً

وكيح

وكيح يهود صهاينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.