فإذا سكرت فإنني رب الخورنق والسدير وإذا صحوت فإنني رب الشويهة والبعير «1-2»

هذا الشاعر صاحب البيت العجيب إذا لعبت الخمر برأسه ودارت رحاها تصور أنه صاحب قصر الخورنق والسدير قصري النعمان بن المنذر وإذا افاق من سكره وذهب مفعول الخمر ومثلما نقول «راحت السكرة وجت الفكرة» عاد الى وضعه الطبيعي فصار لا يملك سوى شويهة وبعير ولا اظنه قال شويهة «اسم تصغير» بدلا من شاة الا لضعفها وهزالها والخمر تجعلك ترى الثرى وكأنه بعينك الثريا وقد سميت خمراً لانها تخامر العقل وهذا قول ابوبكر الانباري اما ابن الاعرابي فقال: سميت خمرا لانها تركت حتى اختمرت ولها الكثير من الاسماء: الراح، المدام، القهوة، الرحيق، السلافة، الشمول، الخندريس، العقار، الصهباء، الطلاء، الحباب، العاثق وغيرها من الاسماء اما اسمها الحقيقي فهو: ام الخبائث وأم الكبائر ولو كانت «ام الخير» لما حرمها المولى عز وجل بنص القرآن الكريم وهي مفتاح كل شر ومنفذ كل بلاء اجتمعت فيها كل موبقات الذنوب وموجبات الندم، كان قيس بن عاصم المنقري سيد أهل الوبر قد حرمها على نفسه قبل الاسلام لأسباب ذكرها ارباب التواريخ وهو انه شرب حتى ثمل فغمز عكنة ابنته واعطى الخمار مالا كثيرا فلما افاق اخبر بما فعل فحرمها على نفسه وقال:
رأيت الخمر صالحة وفيها
خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله اشربها صحيحا
ولا اشفي بها ابدا سقيما
ولا اعطي به ثمنا حياتي
ولا ادعو لها ابدا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها
وتجنيهم بها الأمر العظيما
أما صاحبنا الذي يقول:
فإذا سكرت فانني
رب الخورنق والسدير
واذا صحوت فأنني
رب الشويهة والبعير
هذا الشاعر مدمن خمر ولم ات بهذا الرأي من جيبي وإنما من قوله:
ولقد شربت من المدامة بالصغير وبالكبير
نعم هذا الرجل لم يترك وسيلة يشرب بها الخمر الا وشرب بها وليس في وقته ثمة كاسات عند مثله فهو صاحب شويهة وبعير ولكن ما وجده شرب به صغيرا أو كبيرا لا مشكلة عنده المهم ان يحتسي الراح حتى لو كان من فم قربة والحقيقة لم يغلب هذا الشاعر الا صناجة العرب.
الاعشي: ميمون بن قيس الذي شرب اربعين كأسا فقال قبل ان يشربها.
فلأ شربن ثمانيا وثمانيا
وثمان عشرة واثنتين واربعا
أعود الى رب الشويهة والبعير
يتبع

شاهد أيضاً

وكيح

وكيح يهود صهاينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.